كيف تختار المبرمج الأنسب عند تصميم المواقع الإلكترونية؟

أصبح تصميم المواقع الإلكترونية أكثر إبداعاً من أي وقت مضى، ومن السهل التمييز بين الأعمال عالية الجودة، وبين الرديئة منها. ولهذا لم يعد هناك إمكانية لالتماس الأعذار عن سوء تصميم المواقع الإلكترونية الخاص بك. كما يعتقد أصحاب المواقع الالكترونية أن جودة عمل المصمم ترتبط مباشرة بجودة موقع الويب.

سيزداد عدد الزوار المهتمين بمتجرك أو شركتك إذا كان موقع الويب الخاص بك حديثًا، وسهل الاستخدام. فوفقًا لاستطلاع أجرته شركة Top Design Firms، فإن 42٪ من المستهلكين أفادوا أنهم سيغادرون موقعًا إلكترونيًا يعمل بشكل سيئ، وذو وظائف محدودة الإمكانيات. فما هي أهم المعايير التي يجب الاهتمام بها عند اختيار المبرمج المناسب في تصميم المواقع الإلكترونية؟

6 صفات أساسية يجب أن تتوفر في مصمم المواقع الإلكترونية

إن وظائف تصميم المواقع الإلكترونية آخذة في الازدياد. ومن المتوَّقع أن ينمو توظيف مطوري الويب والمصممين الرقميين بنسبة 8% من 2019 إلى 2029، ولابد من توفر مجموعة من الصفات في المصمم ليكون مصمما احترافيا.

 1. القدرة على اختيار الأدوات المناسبة

اختيار الأدوات المناسبة مهم عند تصميم المواقع الإلكترونية، إذ يعدّ أحد المهارات الأساسية للمبرمج. كما أنّه ضروري أيضاً عند تعقّب المشكلات وإصلاح الأعطال. فاتخاذ القرار الصحيح، وامتلاك معرفة جيدة بهذه الأدوات سيؤدي إلى تأثير إيجابي ملحوظ في أداء المصمم للموقع الإلكتروني المطلوب.

2.  المحافظة على نظافة التعليمات البرمجية الخاصة

مصطلح الكود النظيف مألوف بين المبرمجين. تنص فلسفة الكود النظيف باختصار على أن المبرمجين يجب أن يكتبوا كوداً لا يحتاج إلى شرح وسهل الصيانة ومفهوم بسهولة عند تصميم المواقع الإلكترونية. قد يؤدي الكود المكتوب بشكل سيئ إلى فشل كامل في المشروع والعودة بالضرورة إلى بنائه من نقطة الصفر.

بالإضافة لما سبق، تزداد إنتاجية المبرمج عند تطبيق مبادئ الكود النظيف. مما يساهم بشكل مباشر في نجاح المشروع. لهذه الأسباب يعد الحفاظ على الكود نظيفاً من أفضل المهارات التي يجب أن يمتلكها الأشخاص الذين يعملون في تصميم المواقع الإلكترونية.

3. الاستعداد للتكيف

ينمو عالم التكنولوجيا وتصميم المواقع الإلكترونية بسرعة مع دخول تقنيات جديدة، وتقييم التكنولوجيا الحالية يحدث كل يوم. لم تتغيرJavaScript لغاية بضع سنوات ماضية على سبيل المثال، ولكنها تتطور الآن بوتيرة سريعة بعد أن أصبحت أداة أساسية لتطوير التطبيقات الرقمية. 

هذا التغيير في التكنولوجيا يتطلب من المبرمجين أن يكونوا أكثر قدرةً على التكيّف لأجل مواكبة التطورات. علمًا أن الموارد القابلة للتكيف هي مفتاح نجاح أي مؤسسة، إذ تستمر ثقافتها في التطور لتلبية الطلب المتغير بسرعة في السوق التقنية.

4. امتلاك مهارة كتابة التعليمات البرمجية المحسنة

تُعَدّ كتابة التعليمات البرمجية المحسّنة مهارةً نادرةً، وهي مهارة مُكتَسَبة بالخبرة والممارسة. هذه الطريقة لها تأثير كبير على عمل الموقع الإلكتروني. لذلك فمن المحتمل أن يحتاج الموقع إلى تحسين إن كان يستغرق وقتاً طويلاً للتحميل. فوفقًا لشركة Adobe سيتوقف 39٪ من الأشخاص عن التعامل مع موقع الويب إذا لم تُحمَّل الصور، أو استغرق تحميلها وقتًا طويلًا. وبحسب   Marketing Sherpaفإن 87٪ من المسوقين أفادوا بأن نتائج تحسين مواقع الويب أدت إلى دفع حملات التسويق.

5. تقييم الذات بشكل دائم

يحتاج المبرمج إلى اختبار التعليمات البرمجية واكتشاف المشكلات وإصلاحها مع تطوير كل ميزة من ميزات البرنامج. يؤدي التقييم الذاتي للميزة المطوّرة أخطاءً أقل في المراحل اللاحقة من دورة حياة التطوير. لذلك يجب التأكد من عدم وجود تعليمات برمجية تحتوي على أخطاء.

6. البراعة من الناحية التكنولوجية

يحتاج صاحب العمل إلى مصمم يقدم عدة نقاط أساسية مرتبطة بتصميم المواقع الإلكترونية، كأن يكون على اطلاع بأحدث الممارسات لإنشاء مواقع ويب يسهل العثور عليها، إضافة إلى أن تكون سهلة الاستخدام. وأن يقدّم تصميمًا سريع الاستجابة، ومناسبًا للجوال، فوفقًا لـ Magnet4blogging فإن 60٪ من العملاء لن يثقوا بالمواقع التي لا تستجيب. كما أن 62٪ شهدوا زيادة في مبيعات الشركات التي تستثمر في التصميم سريع الاستجابة.

علاوة على ما سبق من المهم أن يقدم المصمم محتوى وتصميم جذاب فحسب آدوبي Adobe سيتوقف 38٪ من الأشخاص عن التعامل مع موقع الويب إذا كان المحتوى أو التصميم غير جذاب.

أشهر لغات البرمجة المستخدمة في تصميم المواقع الإلكترونية

يستخدم مطورو الويب لغات برمجة مختلفة اعتمادًا على ما يقومون ببنائه. وكل لغة برمجية مختصة في بناء أساس معين من الهيكل البرمجي. ولكل لغة برمجية محاسنها ومساوئها، لهذا تختلف رغبات المصممين في اختيار اللغة البرمجية التي تناسب أعمالهم.

JavaScript

تعد لغة JavaScript من أهم لغات البرمجة المختصة في تصميم المواقع الإلكترونية. على سبيل المثال، الأزرار القابلة للنقر والصور التي يمكن تكبيرها وتصغيرها بالإضافة إلى الصوت والفيديو على الصفحة.

PYTHON

تمثّل لغة Python لغة عامة وسهلة التعلم، وقادرة على إنشاء البرامج المتقدمة والاحترافية. تشتهر Python بأنها لغة معتمدة في تقنية التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي. أما فيما يتعلق بتصميم المواقع الإلكترونية، فهي تتيح مكتبات مميزة لا تتيحها باقي اللغات لتحقيق تكامل المواقع المُصمَّمة مع أحدث التقنيات الذكاء الاصطناعي.

Ruby

تعد لغة برمجة Ruby لغة شائعة الاستخدام، وخصوصًا في تصنيف الكود ضمن كتل بسيطة تسمى الفئات. بالإضافة إلى استخدام تقنيات لإدارة وتنظيف الذاكرة، ووضع التعليمات في مجموعات، لذلك من السهل الاتصال بها، والوصول إليها.

Swift

لغة مفتوحة المصدر مختصة بتطوير التطبيقات التابعة لشركة Apple، وتشتهر بالسرعة وتوفير الوقت بالإضافة للأمان في الاستخدام، وتتميز في بناء جمل مبسّطة تجعل عملية الصيانة أسهل، كما أنها تزيد درجة الوقاية من الأعطال، والتي تخفّض المشاكل في مرحلة التشغيل. بالإضافة إلى وجود مزايا التصحيح التفاعلي والأداء العالي باستخدام أبسط الأكواد الممكنة.

HTML

أحد لغات الترميز الأكثر شيوعًا، والتي لا غنى عنها في تصميم المواقع الإلكترونية. إذ تحدد عناصر صفحة الويب من خلال وضع العلامات، فهي لا تعدّل بالبيانات، أو تتعامل مع مدخلات لإخراجها مثل لغات البرمجة النصية، إذ تُستخدَم HTML بشكل أساسي لهيكلة الصفحات والقوالب.

CSS

تعدّ CSS لغة تصميم خاصة، وتصف الشكل الذي يجب أن تبدو عليه تعليمات HTML البرمجية على الشاشة. إذ تتميز هذه اللغة بالقدرة على إضافة الحدود، والتظليل، وتحديد لون الارتباط ونمطه، بالإضافة إلى تغيير حجم ولون ونوع الخط، والقدرة على تحريك عناصر الصفحة.

PHP

هي لغة برمجة نصية مخصصة للمخدّم. تُنشِئ هذه اللغة نصوصًا برمجية على مخدمّات الويب المسؤولة عن الاستجابات المرتبطة بطلب كل مستخدم. كإنشاء صفحات ويب ذات واجهات مستخدم مخصصة. تُعَدّ WordPress أحد أشهر أنظمة إدارة المحتوى التي تستخدم PHP لتنظيم وعرض آلاف مواقع الويب المختلفة للزوار. تُعَّد لغة PHP هي السبب في اختلاف موقعي WordPress عن بعضهما البعض، وتفسر سبب وجود لوحات مختلفة بين المواقع.

6 أخطاء يجب تجنبها عند التعاقد مع مصممي المواقع الإلكترونية

عندما تريد تصميم موقع إلكتروني، لا بدّ من معرفة نوع المشروع، وتقدير الاحتياجات، والبدء بعملية البحث عن شخص يستطيع مساعدتك في تلبية تلك الاحتياجات. لذلك من الضروري معرفة أبرز الأخطاء التي يجب تجنبها عند البحث عن مبرمج لتصميم المواقع الإلكترونية.

1. توظيف شخص لا يفهم رؤيتك

قد تبحث عن شخص ما لمساعدتك في تحقيق رؤيتك، ولا يدرك ما تحاول تحقيقه، فستضطرّ إلى دفع مزيد من المال وهدر مزيد من الوقت بسبب عدم الإدراك، فتجنُّب هذا الخطأ سيعززّ وصولك للموقع الذي تحتاجه، مع الحفاظ قدر الإمكان على الجدولة الزمنية والمالية الموضوعة للموقع.

2. عدم البحث عن فكرتك قبل تشكيلها

يعتقد معظم أصحاب الأعمال عند الرغبة في تصميم المواقع الإلكترونية أن لديهم فكرة مكتملة التكوين عن الشكل النهائي للموقع الذي سيوصّف فكرتهم النهائية، لكن يتغير اعتقادهم خلال سير المشروع، إذ تظهر تأثيرات مفاجئة لم تؤخذ بالحسبان، والتي قد تحتاج إلى وقت إضافي لم يُخطَّط له مسبقًا.

3. عدم تعيين مدير مشروع

لا بد من وجود مدير للمشروع قادر على توجيهه، وذلك للمحافظة على المشروع ضمن حدود الخطة المرسومة، إذ يمكن لمدير المشروع صاحب الخبرة التواصل مع صاحب الموقع، ومع فريق العمل، وطرح الأسئلة الصحيحة. أما بغياب الخبرة، سيضطر صاحب الموقع إلى التعامل مع جميع المكالمات، وكل التفاصيل، وتولي مسؤوليات إصلاح المشكلات والأخطاء.

4. تجاهُل جماعية العمل

قد يكون وجود شخص واحد يتولى تنفيذ مشروعك أمرًا رائعًا، خاصةً إن كان متعدد المواهب والقدرات، ولكن يمكن للعمل الجماعي تأمين العديد من المهارات اللازمة لإنجاز تصميم الموقع وفق المطلوب، لذا من الأفضل الاعتماد على فريق متعدد المواهب عند تصميم المواقع الإلكترونية.

5. اختيار العلاقات قصيرة المدى

كثير من أصحاب المواقع الالكترونية تغفل عمّا سيحدث لموقعهم بعد إطلاقه. لذلك يعدّ تعيين فريق للمساعدة في الحفاظ على موقع الويب أمرًا ضروريًا. قد يبدو الموقع الالكتروني رائعًا عند إطلاقه، ولكن قد يصبح هذا الموقع عديم الفائدة، ولا يمكن إدارته بسبب تجاهل القيام بعمليات الصيانة المناسبة. لذلك لا بد من الاستعانة بشخص يملك القدرة على بناء رؤيتك، إضافة إلى القدرة على المحافظة عليها. فوفقاً لتقييم Good Firms، يعتقد 38.5٪ من مصممي الويب أن التصميم القديم هو السبب الرئيسي وراء مغادرة الزوار لموقع الويب. 

6. التركيز على خفض التكاليف

من المفيد أن تبحث على نفس المستوى من الخبرة بأجورٍ أقل. لكن لا يجب عدم التورط، فالأجر الأقل مقابل خبرة أقل قد يؤدي إلى مشاكل مستقبلية، وينتهي الأمر بتكلفة أعلى لتحمّل نفقات الإصلاح، وهذا يعني أن الأجور الأقل قد تؤدي إلى نتائج غير مرضية. وبالتالي تظهر الحاجة إلى اختيار مبرمجين آخرين للوصول للأهداف المرغوبة، وهو ما يؤدي إلى زيادة في التكاليف.

الخلاصة

إن الموقع الإلكتروني هو جزء من هوية صاحب العمل أو مؤسسته، إذ يشير إليه، وإلى أعماله، وكيفية أداء هذه الأعمال. ولهذا السبب يجب أن تتصف عملية تصميم المواقع الإلكترونية بالمنطقية، مع الحفاظ على شخصية العلامة التجارية. علاوةً على ذلك، من المهم العمل مع شخص قادر على فهم الغايات، وتقديم الملاحظات والاقتراحات، وذلك بفترة زمنية مقبولة، وضمن حدود الميزانية الموضوعة.